{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد بتكليف جديد أو موعظة أو بيان، والهاء للتنبيه.
{لَا}: النّاهية.
{تُلْهِكُمْ}: من اللهو، وتعريف اللهو: هو شغل يُلهي عن واجب أو العبث بشيء بقصد تضييع الوقت أو بشيء لا جدوى منه ولا فائدة، واللعب إذا شغل الإنسان عن واجب أو فريضة يعتبر لهواً، والإلهاء: يكون عادة في ما لا خير فيه، وهو مذموم.
{أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ}: تكرار (لا) النّاهية يفيد التّوكيد؛ لأن كلاً من الأموال والأولاد سبب من أسباب اللهو؛ أي: تلهكم أموالكم بمفردها، ولا تلهكم أولادكم بمفردها، أو لا تلهكم أموالكم وأولادكم معاً، وقدّم الأموال على الأولاد؛ لأنَّ الأموال هي الأعم فالكلّ يملك المال وليس الكلّ عندهم أولاد، وكأن الخطاب في هذه الآية للأموال، وخاطبها كأنها تعقل؛ أي: لها عقل، ونهاها، ونهى الأولاد عن إلهاء المؤمن، ووجه الخطاب للأموال والأولاد للمبالغة، والأصل لا تلتهوا بأموالكم وأولادكم.
{عَنْ}: تفيد المجاوزة والمباعدة.
{ذِكْرِ اللَّهِ}: أي الصّلاة وكل أنواع الذّكر مثل: التّسبيح والتّكبير والتّهليل، وتلاوة القرآن وحضور مجالس العلم والدّين، وأداء العبادات والفرائض في المساجد.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}: ومن: شرطية، يفعل: بصيغة المضارع؛ للدلالة على الاستمرار والتجدد في النّهي عن اللهو بالأموال والأولاد.
{فَأُولَئِكَ}: الفاء للتوكيد، أولئك: اسم إشارة للتصغير والتّحقير.
{هُمُ الْخَاسِرُونَ}: هم للتوكيد، الخاسرون؛ أي: إذا كان هناك خاسرون فهم في مقدمة هؤلاء؛ أي: هم الخاسرون حقاً لأنفسهم ولأهليهم. ارجع إلى سورة النساء آية (١١٩) لمزيد من البيان.