{جَاءَنَا}: يوم القيامة، والمجيء فيه معنى المشقة والجهد، ولم يقل: أتانا، أتى فيها معنى السّهولة، والضّمير يعود على العاشي عن ذكر ربه، وفي قراءة: جاآنا: أيْ: كلاهما العاشي والقرين.
قال:{يَالَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}: يقول العاشي للقرين: يا ليت: يا: للنداء البعيد والتّنبيه، ليت: أداة تمني للأمور المستحيلة الحصول أو الحدوث، يتمنى لو أنّ بينه وبين قرينه أقصى مسافة بحيث لا يعد يراه أو يلتقي به أبداً. قرينه:(الشّيطان) بعد المشرقين، أيْ: بُعد ما بين المشرق والمغرب وغلب المشرق على المغرب، فقال بعد المشرقين كما نقول الأبوين (الأب والأم ونغلب الأب) أو بعد مشرق الشّمس في أقصر يوم من السّنة ومشرقها في أطول يوم، وتعني أنّه يحاول أن يتبرأ من قرينه الّذي أضلَّه في الدّنيا وأغواه.
{فَبِئْسَ الْقَرِينُ}: الفاء للتوكيد، بئس: من أفعال الذّم، أي: بئس القرين، القرين: ارجع إلى الآية (٣٦) من نفس السّورة لبيان معنى القرين.