للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ٣٣]

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}:

بعد أن أجابوا على السّؤال ماذا أنزل ربكم قالوا: أساطير الأولين، ثمّ بيَّن عاقبة أمرهم، وماذا سيحدث لهم يوم القيامة، وكيف تتوفاهم الملائكة؛ إذن: ما ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم، أو يأتيهم العذاب ليستأصلهم.

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}: هل: للاستفهام فيه معنى النفي؛ أيْ: ما ينظرون.

{يَنْظُرُونَ}: من الانتظار، والترقب.

{إِلَّا}: أداة حصر.

{تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}: لقبض أرواحهم.

{أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبِّكَ}: أي: العذاب المستأصل لهم في الدّنيا؛ كالصّواعق، والكوارث، والزلازل، أو أمر الله فيهم؛ أيْ: يوم القيامة، وأهواله، وعذابه.

{كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: كذلك؛ أيْ: مثل الّذي فعلوه من الشّرك، والتّكذيب، والإعراض عن الرّسل؛ فعل الّذين من قبلهم من الأقوام السّابقة الّذين كذبوا برسلهم؛ فأتاهم العذاب، أو أمر الله من حيث لا يشعرون.

{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ}: بإهلاكهم بالعذاب، أو تدميرهم، أو أخذهم بالبأساء، والضّراء؛ لأنّه سبحانه أنذرهم، وحذرهم، وأمهلهم.

{وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}: ولكن: حرف استدراك، وتوكيد.

{كَانُوا}: في الدّنيا.

{أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}: بما فعلوا ما يستوجب العذاب، أو الاستئصال؛ أنفسهم يظلمون: بالشّرك، والمعاصي، وظلم الآخرين، والخروج عن منهج الله تعالى.