{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ}: أي: واذكر إذ قال له ربه أسلم، أو واذكر حين قال له ربه أسلم، أسلم: هنا تعني: إسلام الوجه، أو الذات وهو أعلى درجات الإيمان، وليس الإسلام العادي؛ أي:«الشهادة، والصلاة، والزكاة، والحج»، وإنما إسلام الذّات؛ أي: الإخلاص والتوحيد والطاعة والخضوع والانقياد لله وحده حين يكون الله سبحانه سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، كما ورد في صحيح البخاري، عن أبي هريرة:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}[النساء: ١٢٥].
إذ قال له ربه: أسلم، ولم يقل: أسلم لي؛ لأنّ الإسلام مفهوم ومعروف فقط لله وحده، ولا حاجة لذكر لي أو له، وأجاب إبراهيم -عليه السلام- أسلمت لرب العالمين، والرّب تعني: الخالق، والمدبر، والمربي، والرّزاق، والحفيظ.