{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ}: وإذا: الواو عاطفة، إذا: ظرف زماني متضمن معنى الشّرط، ويفيد الحتمية أو كثرة الوقوع. تتلى عليهم آياتنا بينات: إذا سمعوا آيات الله تتلى عليهم من رسول الله أو الصّحابة. (ارجع إلى الآية (٤٣) من سورة سبأ): {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}. عليهم؛ أي: الّذين يجادلون في آيات الله.
{تَعْرِفُ فِى وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ}: تظهر الكراهية على وجوههم (بالغضب أو الانفعال أو العبوس)، المنكر: هنا يعني الإنكار: إنكار ما يسمعون؛ أي: عدم تصديقه واتباعه.
{يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}: يكادون: من: كاد وهو من أفعال المقاربة (لمقاربة حصول الفعل)؛ أي: قارب الحصول ولم يحصل، يَسطون من: السّطو: وهو الفتك والبطش؛ أي: يبسطون إليهم أيديهم بالسّوء من شدة الغيظ والعنف، وأصل السّطو: القهر؛ أي: يكادون يبطشون ويفتكون بقتل هؤلاء الّذين يتلون آيات القرآن عليهم لهدايتهم وصلاحهم.
{قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-، الفاء: للتوكيد، الهمزة استفهامية وإنكار، أفأنبئكم: من النّبأ: هو الخبر العظيم، بشرٍّ: من الّذي تكرهون سماعه مثوبةً عند الله: مَنْ لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطّاغوت، (من ذلكم) ولم يقل من ذلك، من: ابتدائية (ذلكم) أعظم وآكد من (ذلك)، تستعمل للأمر العظيم أو العدد الكبير من الأمور.
قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-: هل أنبئكم بشرٍّ مما تكرهون سماعه (من آيات الله).
النّار: نار جهنم.
{وَعَدَهَا}: الوعد: إذا أطلق يحمل معنى الخير، وإذا قُيّد يمكن أن يُحمل معنى الشر أو الخير، وهنا قُيّد فهو يحمل معنى الشر، وفيه معنى التهكّم والاستهزاء بهم.
{الَّذِينَ كَفَرُوا}: بآيات الله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر.