جاءت هذه الآية لتؤكد الإمهال والإملاء وإن طال الزّمن، وأنّ الهلاك قادم لا محالة.
{وَكَأَيِّنْ}: الواو عاطفة. ارجع إلى الآية (٤٥) للبيان.
ولنقارن الآية (٤٥){فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ}، والآية (٤٨){وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ}. في الآية (٤٥) ذكر كثرة القرى المهلكة بظلم بدون ذكر الإمهال أو التأخير. في الآية (٤٨) ذكر كثرة القرى المهلكة بظلم مع ذكر الإمهال رغم أن أهلها يستعجلونك بالعذاب.
الآية (٤٥) سبقها قوله: (فأمليت للكافرين) فلم يذكر الإملاء في تلك الآية، وذكر الهلاك الّذي يكون عادة بعد الإملاء، أمّا الآية (٤٨) سبقها قوله: (ويستعجلونك بالعذاب) فذكر (أمليت لها)(أي: لم أعجل عليهم العقوبة رغم استعجالهم بالعذاب) ثمّ الهلاك، فكلا القريتين وصفت بظلم أهلها، إحداهما أعطيت فترة الإملاء؛ أي: الإمهال، ثمّ كلاهما أهلكت في النهاية فالنتيجة واحدة.
{وَهِىَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا}: ارجع إلى الآية السّابقة (٤٥) للبيان، أخذتها: أهلكتها. والأخذ يوحي بالعنف والشدة وعدم القدرة على الإفلات.
{وَإِلَىَّ الْمَصِيرُ}: النّهاية التي ستكون الوقوف بين يدي الله سبحانه للحساب.