{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}: حيث ظرف مكان وزمان، واقتلوهم في أي مكان وزمان بشرط أن تثقفوهم: تستعمل في سياق الحرب أو القتال والمعاداة، وتثقفوهم: من ثقف الرّجل؛ أي: تمكن منه حيث وجده؛ أي: تجد العدو، وأنت متمكن على قتله، أو أسره، أو هزيمته فقد تجده وأنت غير قادر عليه، فهناك فرق بين حيث وجدتموهم «مجرد أن تجده سواء كنت قادراً عليه أم لا»، وبين ثقفتموهم «تجده وأنت قادر على قتله وهزيمته»؛ إذن ثقفتموهم: تستعمل في حال الحرب، أو قتال العدو، أو الخصومة؛ وجدتموهم: تستعمل في غير هذه الحالات. ارجع إلى سورة الحج آية (٣٩) لمعرفة معنى القتال والجهاد.
{وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}: أي: من مكة، وقد فعل بهم ذلك عام فتح مكة.
{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}: الفتنة: هنا تعني الشّرك أي: ارتداد المؤمن إلى الشّرك بسبب «الفتنة»؛ أي: اضطهادهم إياه أشد عليه من أن يقتل، وبقاؤهم على الشّرك أعظم من قتلكم إياهم، والفتنة أي: الشّرك أعظم من القتل في الحرم، والفتنة: لها معان أخرى مثل التّشريد، والنّزوح من الدّيار، والاضطهاد أشد من القتل.
{وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}: {وَلَا}: النّاهية، {تُقَاتِلُوهُمْ}؛ أي: المشركين عند المسجد الحرام لحرمته، {حَتَّى}: حرف غاية ونهاية، {يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ}: أي: إذا بدؤوا بقتالكم واجترؤوا عليكم، فعندها عليكم بقتالهم، {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} كذلك؛ أي: مثل هذا القتل والإخراج هو جزاء الكافرين.