للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الفرقان [٢٥: ٢٧]

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}:

{وَيَوْمَ}: أيْ: يوم القيامة. يوم يقوم النّاس لرب العالمين. وتنكيره يدل على التهويل والتعظيم.

{يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}: في ذلك اليوم يعض الظالم المشرك أو كلّ من ظلم نفسه وحمل الآثام والذنوب والظالم اسم جنس، وقيل: هو عقبة بن أبي معيط، كما روى ابن عباس وذكر الواحدي في أسباب النزول، أو غيره من الظّالمين، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب.

وعض الظالم على يديه أو على أنامله كناية تدل على شدة الحسرة والغيظ والندم على ما فرَّط في حياته في جنب الله.

{يَقُولُ يَالَيْتَنِى}: يا: النداء، ليتني: من ليت: أداة للتمني المستحيل الحدوث.

{اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}: سبيلاً نكرة أيْ: أيَّ سبيل مثل سبيل الشهادة لا إله إلا الله، أو الرشد، أو الإيمان أو أي سبيل يؤدي إلى النجاة من عذاب الآخرة, مع الرّسول: في دار الدّنيا أيْ: صدقت به وآمنت بالله، أو اتبعت الرسول وأطعته, وقد وردت كلمة {سَبِيلًا} في سورة الفرقان في ست آيات كلها بصورة النكرة, والسياق يحدد هل هو سبيل الرشد والخير، أو سبيل الغي والضلال؟ وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٤) في سورة الأحزاب نجد أن السبيل بأل التعريف: يعني الإسلام, و {سَبِيلًا}: نكرة تعني: أي سبيل يؤدي إلى الخير, وحسن العاقبة.