المناسبة: لا يكبر عليك إعراض هؤلاء الجاحدين المعرضين، وعدم الاستجابة لك؛ فإنه لا يستجيب لك إلّا الذين يسمعون {يَسْتَجِيبُ}، ولم يقل: إنما يُجيب، فهناك فرق بين استجاب، وأجاب.
استجاب: يعني لبَّى بما دعاه إليه، وحقق ما طُلب منه، فإذا طلب منه أن يؤمن تراه حريصاً على التعلم، وتنفيذ ما يطلب منه، استجابة بالقول، والعمل.
أمَّا أجاب: فقد يجيبك بالرفض، أو القبول.
{الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}: سماع تفهم وطاعة، إذنْ الذي يستجيب لدعائك إلى الإيمان فقط الذين يسمعون سماع فهم، وتدبُّر، وطاعة؛ أي: الذين آمنوا.
والموتى؛ أي: الذين كفروا فهم كالموتى؛ لكونهم لا يسمعون سماع فهم، وطاعة، ولا يستجيبون لأي دعوة للإيمان، فهم في عداد الموتى، رغم أنهم أحياء.
{يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}: يوم القيامة من قبورهم، كيف يتم ذلك. ارجع إلى سورة الروم، آية (١٩)؛ للبيان.