للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنعام [٦: ٣٦]

{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}:

المناسبة: لا يكبر عليك إعراض هؤلاء الجاحدين المعرضين، وعدم الاستجابة لك؛ فإنه لا يستجيب لك إلّا الذين يسمعون {يَسْتَجِيبُ}، ولم يقل: إنما يُجيب، فهناك فرق بين استجاب، وأجاب.

استجاب: يعني لبَّى بما دعاه إليه، وحقق ما طُلب منه، فإذا طلب منه أن يؤمن تراه حريصاً على التعلم، وتنفيذ ما يطلب منه، استجابة بالقول، والعمل.

أمَّا أجاب: فقد يجيبك بالرفض، أو القبول.

{الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}: سماع تفهم وطاعة، إذنْ الذي يستجيب لدعائك إلى الإيمان فقط الذين يسمعون سماع فهم، وتدبُّر، وطاعة؛ أي: الذين آمنوا.

والموتى؛ أي: الذين كفروا فهم كالموتى؛ لكونهم لا يسمعون سماع فهم، وطاعة، ولا يستجيبون لأي دعوة للإيمان، فهم في عداد الموتى، رغم أنهم أحياء.

{يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}: يوم القيامة من قبورهم، كيف يتم ذلك. ارجع إلى سورة الروم، آية (١٩)؛ للبيان.

{ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}: ثم: تفيد الترتيب والتراخي، إليه: حصراً وقصراً، لا لأحدٍ غيره، يرجعون: للجزاء، والحساب.