{السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ}: إنما الإثم والمؤاخذة أو اللوم أو العقوبة تقع على الّذين يبدؤون بالظّلم.
{وَيَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}: البغي هو مجاوزة الحدّ ظلماً أو كبراً أو فساداً، والبغي: هو أخذ حق الآخرين بالقوة والتّعسُّف والقهر وبغير الحق، وهل هناك بغي بحق؟ نقول: نعم إذا كنت وكيلاً أو وصياً على سفيه يبذر وينفق أمواله في المحرمات، عندها تأخذ أموال السّفيه منه وتمنعه من التّبذير. ففي الظّاهر تأخذها بغير الحق وفي الباطن أخذها بحق؛ لأنّه يصبّ في مصلحة السّفيه أو الّذين يفسدون في الأرض بالإجرام والظّلم والشّرك، يظلمون ويبغون بصيغة المضارع؛ أي: أنّ أفعالهم هذه تتكرر وتتجدد ولا يكفّون عن فعل ذلك.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة، واللام للبعد وتفيد الذّم.
{لَهُمْ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ}: أي شديد الإيلام لا يطاق يوم القيامة أو في النّار، إذن نفى في الآية (٤١) السّبيل عن المنتصر وأثبت السّبيل؛ أي: الإثم والذنب والعقاب في هذه الآية على نوعين من النّاس الّذين يظلمون النّاس والّذين يبغون في الأرض بغير الحق.