{وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ}: وارعوا من: رعى الماشية يرعاها: إذا أطلقها في المرعى حتّى تأكل وتشرب. والأنعام ثمانية أزواج: الإبل والبقر، والغنم والماعز، ولم يقل بهيمة الأنعام؛ لأنّ بقية أصناف الأنعام ترعى لوحدها، ولا نسيطر عليها، وذكر هذه الآية هنا يفيد التّذكير بالنّعم، وأنّ الله سبحانه خلق لكم ولأنعامكم الّتي تأكلوها مقومات الطّعام والشّراب.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ}: إنّ: للتوكيد.
{ذَلِكَ}: اسم إشارة للبعد في تسخيرها، وكونها متاعاً لنا.
{لَآيَاتٍ لِّأُولِى النُّهَى}: اللام: في "لآيات": للتوكيد، واللام في "لأولي": للاختصاص.
{النُّهَى}: أي: ذوي العقول، والعقل يطلق عليه النُّهى، والنُّهى: من النهي عن الشّيء، والعقل من العقال الّذي نعقل به الدّابة حتّى لا تشرد، والعقل قادر على أن يتحكم بأعمال العبد فيبعده عن القبيح والفساد والرّذيلة، ويهديه إلى أفعال الخير، والصلاح، أو بالعكس.
وإذا قارنا أولي الألباب بأولي النُّهى، أولي الألباب: أعلى درجة من أولي النُّهى.