{فَنَادَاهَا}: قيل جبريل -عليه السلام- ، وقيل: عيسى -عليه السلام- ، وقال مِن، ولم يقل: مَن؛ بكسر الميم، وليس بفتح الميم.
{مِنْ تَحْتِهَا}: من تحَتها: أي: بفتح الحاء، أو تحِتها: بكسر الحاء، أما من تحَتها بفتح الحاء؛ أي: عيسى الذي تحتها، أو من تحِتها بكسر الحاء تعني المكان؛ إذن من تحت مريم، أو من تحت النّخلة، أو تحت الرّبوة؛ فإذا كان جبريل المنادي فقد ناداها من تحت الرّبوة، أو المكان الذي فيه النّخلة.
وإذا كان عيسى هو المنادي فقد نادى بعد أن ولدته أمّه، نادى أمّه مِنْ تَحتها، وهناك من يرجح هذا القول، وليس مهماً معرفة من نادى، أو القائل، والمهم هو المقولة.
{أَلَّا تَحْزَنِى}: ألا: أصلها: "أن" و "لا"؛ أن: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد؛ لا: النّاهية، وألا: تفيد الحض، والحث على عدم الحزن.
{تَحْزَنِى}: فسرت بعدة تفسيرات:
ألا تحزني لما جرى لك من الولادة من غير زوج.
ألا تحزني: لعدم وجود من يساعدك، ويساندك في عملية المخاض والولادة.
ألا تحزني: ألا تخافي لانقطاع المكان، والطّعام، والشّراب، والفراش، أو السّرير.
لا تخافي: من أي: سوء، أو ضرر لك، أو لابنك.
ألا تحزني: من أي شيء مهما كان أمره ما دام ربك -سبحانه وتعالى- هو المدبر، والولي، والرّقيب، والحفيظ.