للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشورى [٤٢: ٣٠]

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}:

{وَمَا}: الواو استئنافية، ما شرطية.

{أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ}: من استغراقية تشمل كلّ مصيبة؛ أي: مرض أو حادثة طارئة أو بلاء في الدّنيا بنقص في الأموال والأنفس والثمرات أو الخوف أو عقوبة.

{فَبِمَا}: الفاء رابطة لجواب الشّرط، الباء سببية أو بدلية، ما بمعنى الّذي.

{كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}: أي بسبب السّيئات الّتي اقترفتموهما؛ أي: هي كفارات لذنوبكم. ارجع إلى سورة الحديد الآية (٢٢), وسورة التغابن الآية (١١) لمقارنة الآيات التي وردت في المصائب مع آية الشورى.

{وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ}: عن كثير من المعاصي فلا يعاقب عليها، وقد يكون: ما أصابكم من مصيبة أيضاً بغير ذنب وإنما لزيادة الأجر ورفع درجاتكم وكلّ ما يصيب المؤمن من خير أو شر هو خير له في النهاية؛ لكي تحط عنه خطاياه وترفع درجاته إذا صبر واحتسب.

ولنقارن قوله تعالى: {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} و: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشّورى: ٤٨]، المصيبة قد تكون نتيجة ما كسبت الأيدي أو قدّمت، كسبت تأتي في سياق آيات الكسب؛ لذلك ننظر إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات إذا فيها كسب تأتي: كسبت أيديكم، وإذا ليس فيها كسب تأتي: قدمت أيديهم.