{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ}: ما النّافية، ينفي سبحانه عن ذاته الولد، لأنّهم قالوا:{اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[البقرة: ١١٦]، وما تنفي كلّ الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، من: استغراقية أيِّ ولد ذكر أو أنثى، سواء كان عيسى أو عزيراً أو الملائكة (بنات الله) وفي الماضي والحاضر، فاتخاذ الولد بحق الله لا ينبغي؛ لأنّه سبحانه لا يحتاج إلى عونٍ أو وليٍّ أو نصيرٍ أو ولدٍ؛ لأنّه سبحانه عزيز حكيم. والفرق بين ما اتخذ الله من ولد، وقوله لم يتخذ ولداً: ما اتخذ الله: تأتي في سياق الرد على سؤال أو قول بالنفي؛ لم يتخذ ولداً: تأتي في سياق الإخبار أو التعليم.
{وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ}: و (ما): النّافية وتكرارها يفيد التّوكيد وفصل كلّ من اتخاذ الولد واتخاذ الشّريك أو كلاهما معاً، وتنفي كلّ الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، من: استغراقية، أيْ: ما كان معه من إلهٍ مهما كان نوعه يشارك في الألوهية، اللام لام التّعليل.
{لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ}: لانفرد واستقل كلّ إله بخلقه وبملكه، ولفسدت السّموات والأرض؛ لأنّها ستكون خاضعة لأوامر كلّ إله، وليس لنظام واحد ومدبِّر واحد.
{وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}: وفي آية أخرى {لَّابْتَغَوْا إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلًا}[الإسراء: ٤٢].
ولعلا بعضهم على بعض بالقوة، وحاول كلّ منهما التّغلب على الآخر بشتى الوسائل.
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}: أيْ: أنزه الله تنزيهاً في ذاته وصفاته وأسمائه تنزيهاً كاملاً من كلّ عيب ونقص. ارجع إلى سورة الإسراء آية (١) لمزيد من البيان، وسورة الحديد آية (١).
{عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}: عن وما عن: تفيد المغايرة، ما المصدرية، سبحانه عن إشراكهم أو اسم موصول بمعنى الّذي، يصفونه به بما يقولون من الشّرك (الولد أو النّد أو الولي) والصاحبة والشريك.