للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة سبأ [٣٤: ٩]

{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}:

{أَفَلَمْ}: الهمزة للاستفهام والتّوبيخ والتّقريع.

{يَرَوْا}: رؤية بصرية ورؤية قلبية فكرية، يروا: بصيغة المضارع تفيد التكرار المرة بعد الأخرى أو يجددوا ويعيدوا النّظر؟ ارجع إلى سورة السجدة آية (٢٦)، وسورة لقمان آية (٢٠) لمعرفة الفرق بين أفلم، أولم، ألم.

{إِلَى مَا}: إلى تفيد عموم الغاية، ما بمعنى الّذي.

{بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: أي أمامهم من السّماء والأرض، فالسّماء والأرض محيطة بهم، أو السّماء المرفوعة بلا عمد أو الآيات الكونية في السّماء والأرض كالشّمس والقمر والجبال والبحار.

{وَمَا خَلْفَهُم}: أي وراءهم من السّماء والأرض.

{مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}: ما فيهما من آيات كونية تدل على قدرة الخالق وعظمته ووحدانيته، من ابتدائية، السّماء تضم السّموات السبع.

{إِنْ نَّشَأْ}: إن شرطية تفيد النّدرة أو الاحتمال أو الشّك.

{نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ}: نخسف بهم؛ أي: بالكفار المنكرين للبعث والّذين يستهزؤون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكفرون به؛ أي: كما فعلنا بقارون، أي: الخسف.

{أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ}: أو: للتخيير، نسقط عليهم كسفاً من السّماء: كسفاً جمع كسفة: أي قطعاً. ارجع إلى سورة الشعراء آية (١٨٧) للبيان.

{إِنَّ فِى ذَلِكَ}: إنّ: للتوكيد، في ظرفية، ذلك: اسم إشارة واللام للبعد يشير إلى خسف الأرض أو إسقاط كسفٍ من السّماء.

{لَآيَةً}: اللام للتوكيد، آية: كلّ من الخسف أو الإسقاط آية عظيمة تدل على قدرة الخالق على البعث والحساب، ويستفيد منها العبد المنيب في زيادة إيمانه ويقينه.

{لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}: لكلّ: اللام لام الاختصاص، كلّ تفيد التّوكيد، عبد منيب: عبد منيب كثير الإنابة، والإنابة: السّرعة في التّوبة والرّجوع إلى الله؛ أي: كلما أذنب أعقبها بالتّوبة والاستغفار.