{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}: الفؤاد قيل: هو القلب وبشكل أدق كما بيَّنت الدّراسات العلمية أن في القلب خلايا خاصة لها خاصية الذاكرة تشبه الخلايا العصبية في جهاز (لمبيك) في الدماغ، وقد يكون هناك اتصال بينهما من خلال الأعصاب الودية وغير الودية. ارجع إلى سورة الحج آية (٤٦) لمزيد من البيان.
فارغاً: لها عدَّة معانٍ:
١ - خالياً من التّفكير في أي شيء سوى ذكر موسى وما حدث له أيْ: لا يغيب عن فكرها وذاكرتها ليلاً ونهاراً.
٢ - أيْ: نسيت ما أوحي إليها حين ألقته ونسيت الوعد {وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}[القصص: ٧].
٣ - لم يعد لها عقل (ذهب عقلها) من شدة الخوف والجزع على موسى حين سمعت أنّه وقع في يد فرعون ولا أحد يطمئنها على موسى.
{إِنْ}: للتوكيد.
{كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ}: كاد من أفعال المقاربة، مقاربة حصول الإبداء، تبدي به أيْ: تخبر وتعلن للملأ، وتقول للناس: إنّ موسى ابنها ولكن لم يحصل ذلك بسبب الربط على قلبها.
{لَوْلَا}: حرف شرط.
{أَنْ}: حرف مصدري يفيد التّوكيد.
{رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا}: ألهمناها الصّبر أنزلنا عليها السّكينة، والرّبط يعني الشّد، أيْ: شددنا على قلبها بالصّبر والثّبات كما يربط الشّيء غير الثّابت ليستقر ويثبت ويسكن.
{لِتَكُونَ}: اللام لام التّوكيد والتّعليل.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: من بعضية، المؤمنين: المصدقين بوعد الله وهو قوله تعالى: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} ولم يقل من المؤمنات؛ لأن المؤمنين تعني: المؤمنين والمؤمنات، من المؤمنين؛ أي: ثباتها وصبرها يشابه صبر الرجال بالشدة والقوة، والذين إيمانهم ثابت وراسخ، ولم يقل من الذين آمنوا.