للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة البقرة [٢: ١٣٩]

{قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}:

{قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِى اللَّهِ}: قل يا محمّد لهم: أتحاجوننا: الهمزة همزة استفهام إنكاري، وتوبيخ، والمحاججة: هي الحوار بين طرفين، أو أكثر؛ لإثبات الحجة، وإظهار الحق من الباطل؛ كقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَاجَّ إِبْرَاهِمَ فِى رَبِّهِ} [البقرة: ٢٥٨]، أتحاجوننا في الله: أي: من شأنّ الله واصطفائه لمحمد كنبي من العرب، وأنّكم أحق بالنّبوة، أو أنّكم أولياء الله وأحبائه.

{وَهُوَ}: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.

{رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ}: أي: نحن وأنتم الله ربنا، فهو الّذي يفصل بيننا وبينكم بالحق، فنحن:

{وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}: ولا حاجة للمحاججة والادعاءات الباطلة.

{وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}: له: اللام لام الاختصاص، والاستحقاق، وتقديم له الجار والمجرور على مخلصون بدلاً من القول، ونحن مخلصون له تفيد الحصر؛ أي: له وحده مخلصون؛ لأنّ العمل الصالح لا يُقبل إلَّا إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى.

ومخلصون جملة اسمية تفيد الثبات؛ أي: صفة الإخلاص عندنا ثابتة لا تتغير.