{ذَلِكَ}: اسم إشارة للبعد، ويشير إلى الأخذ والعقاب الّذي حدث لكفار مكة، وآل فرعون، ومن سبقهم من الأمم لم يحدث إلا بسبب كفرهم، وجحدهم بنعم الله؛ فهم بدَّلوا نعمة الإيمان بالكفر، ولم يشكروا الله تعالى المنعم عليها، فمن سُننه الكونية هذه السُّنة: سُنة تغيُّر النِّعمة.
{لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ}: لم يك: ولم يقل: لم يكن؛ حذف النّون؛ لأنّ يك: أقل من يكن؛ أي: لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم أدنى، أو أقل تغيُّراً بأن منعها عنهم، أو أنقصها، أو بدَّلها؛
{حَتَّى}: حرف غاية نهاية الغاية.
{يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}: أيْ: حتّى هم يغيروا ما بأنفسهم؛ حتّى يكونوا هم البادئين بالتّغيير، وهذا من رحمته سبحانه: أنّه شاء أن يكون الإنسان هو البادئَ بالتّغيير، بالكفر، وترك الشّكر، والإعراض.
{وَأَنَّ}: أنّ: للتوكيد، الله سميع لكلّ ما يقوله الكافرون، ومكذبوا الرّسل، وعليم بما يفعلون.
{اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: ارجع إلى الآية (٤٢) من نفس السّورة.