{تَقْرَبُوا الزِّنَى}: الزنى: هو الوطء من غير عقد شرعي، واستمرار عملية الزنى يسمى الفجور، وإذا استمر الفجور وأقامت الزانية مع الزاني يسمى السفاح، والسفاح للرجل والمرأة، أما البغاء: يطلق على المرأة التي تجاوزت حرم الله وتسمى البغي، تقربوا أشد وأبلغ في التحريم من قوله: لا تزنوا، أو حرم عليكم الزنى، أو لا تأتوا الزنى، ولو قال ذلك؛ لكانت عملية الزنى هي فقط المحرمة، وأما ما يجري من لقاءات، ومجون؛ لكان كله غير داخل في التحريم.
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى}: أي: لا تقربوا أسبابه من اختلاط، وخلوة، وعدم غض البصر.
{إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}: إن: للتوكيد.
{كَانَ}: تشمل كل الأزمنة.
{فَاحِشَةً}: عمل شيء قبيح.
{وَسَاءَ سَبِيلًا}: ساء: فعل لإنشاء الذم يشبه بئس؛ لأنّه يؤدي إلى هتك الأعراض، واختلاط الأنساب، والاعتداء على الآخرين، وهدم الأسرة، وانتشار الأمراض الفتاكة، والفقر، والهوان، والفساد في الأرض, ونرى اقتران آيات قتل النفس التي حرم الله مع آيات الزنى, وذلك في سورة الإسراء والفرقان والممتحنة؛ قد يكون الاقتران إشارة إلى أن الزنى قد يؤدي إلى الحمل؛ فتلجأ المرأة إلى الاجهاض؛ لتغطية جريمة الزنى, وقتل الجنين حتى بعد الولادة أحياناً.
{سَبِيلًا}: طريقاً، ونهاية؛ لأنّه يؤدي إلى عذاب النّار، وبئس المصير.
وإذا قارنا هذه الآية من سورة الإسراء:{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، مع الآية (٢٢) من سورة النّساء: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} زاد في هذه الآية مقتاً؛ لأنّه في آية الإسراء زنى بامرأة محرمة عليه، وفي آية النساء زنى بامرأة أبيه؛ فزاد مقابل ذلك مقتاً. ارجع إلى سورة النساء، آية (٢٢).