للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ٦٨]

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}:

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}: قلنا: إنّ الوحي: هو إعلام بخفاء، والوحي هنا يتمثَّل بالتكوين الغريزي الخلقي للنحل؛ بما يسمَّى: نظام المعلومات عند النّحل، أو بما يمتلك النّحل من حواس الشّم، والذّوق، والبصر، ويستطيع النّحل أن يميز بالخلايا الموجودة على قرونه رائحة الزّهور، ورائحة الأسرة الّتي ينتمي إليها كلّ نوع من النّحل، ورائحة الخلية بما يفرزه كلّ نوع من مواد تشع في أرجاء الخلية، وتعرفها كلّ نحلة من تلك العائلة، أو الخلية، وتحمل هذه الرّائحة المميزة لها كلمة السّر، أو الهوية؛ فلا تدخل أيُّ نحلة في غير خلاياها، أو مسكنها، وللنحلة قدرة على تمييز الألوان، والقدرة على الرّؤية عندها أقوى من الرّؤية في الإنسان، وتستطيع رؤية الأشعة فوق البنفسجية، ولكلّ منها حركاتها الخاصة، ودورانها، والرّقص الدّائري، والاهتزازي، وتسمَّى لغة الرّقص الّتي بواسطتها تحدد المسافات بعدد الرّقصات.

وتستطيع النّحلة أن تحدِّد مساراتها، والأمكنة المطلوبُ الوصول إليها للوقوف على الزّهور الخاصة، ثمّ العودة، والقدرة على اجتياز الطّرق الصّعبة، والأميال الطّويلة.

{أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}: أن: مصدرية؛ تفيد التّعليل، والتّوكيد.

{مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}: مساكن لكي تأوي إليها مثل الخلايا؛ من: تفيد البعضية بعض الجبال.

{وَمِنَ الشَّجَرِ}: من: البعضية؛ أي: اتخذي من بعض الشّجر اتخذي بيوتاً خلايا للسكن.

{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}: من: ابتدائية؛ ما: اسم موصول بمعنى: الّذي يبنيه النّاس من خلايا للنحل من خشب، أو طين، أو ما نسمِّيه الخلايا الاصطناعية.