للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الجمعة [٦٢: ٢]

{هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ}:

{هُوَ} ضمير فصل تفيد التّوكيد والحصر.

{الَّذِى}: اسم موصول يشير إلى الله الملك القدّوس العزيز الحكيم.

{بَعَثَ}: ولم يقل أرسل؛ البعث فيه إثارة وحض، وهو أعم من الإرسال وأقوى؛ هناك فرق بين البعث والإرسال. ارجع إلى سورة [البقرة: ١١٩] لمعرفة معنى بعث والفرق بين بعث وأرسل.

{فِى الْأُمِّيِّنَ}: في ولم يقل إلى؛ لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان موجوداً فيهم قبل بعثته (٤٠) عاماً.

{الْأُمِّيِّنَ}: جمع أمِّيٍّ: هو الّذي لا يكتب وباستطاعته القراءة، فالرّسول كان يقرأ على جبريل أو يتلو عن سماع، وأحسن من قرأ كتاب الله الأميّون، وقيل: الأمّيّون: تعني العرب، وأطلق عليهم (الأميين) لأنهم لم يكونوا أهل كتاب في ذلك الزّمن، وقيل: الأمّيّون مشتقة من كلمة (الأم) الّتي ولدته والّتي لا تعرف القراءة ولا الكتابة، وبقي على ذلك.

{رَسُولًا}: كل رسول هو نبي وليس كل نبي هو رسولاً. ارجع إلى سورة النّساء الآية (١٦٤) للبيان ومعرفة الفرق بين الرّسول والنّبي.

{مِّنْهُمْ}: ولم يقل من أنفسهم، منهم؛ أي: من العرب الأمّيين أو قريش، أما قوله: من أنفسهم: قد تعني من المؤمنين خاصة.

{يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ}: التلاوة هي القراءة من كتاب الله، وتعني: تلاوة الآية بعد الأخرى، والتلاوة تكون لأكثر من كلمة ولها أجر.

{وَيُزَكِّيهِمْ}: التّزكية التّطهير من الشّرك والأوثان، والخبائث والرّجس وعبادة الأصنام.

{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}: القرآن، قراءته وأحكامه وتفسيره.

{وَالْحِكْمَةَ}: قيل: هي السّنة النّبوية، وقيل: الأحكام الشّرعية. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٦٩) لمعرفة معنى الحكمة.

{وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ}: قبلُ: مجيء محمّد -صلى الله عليه وسلم-؛ أي: من قبل بعثته بزمن بعيد أو قريب.

{لَفِى}: اللام للتوكيد.

{ضَلَالٍ مُبِينٍ}: في ضلالٍ وبُعدٍ عن الحق، والصواب مبين: يعني ظاهر واضح لكل فرد يعرف قريش أو العرب آنذاك وضلال لا يحتاج إلى تبيين واضح بنفسه أو مظهر لنفسه، وفي هذه الآية قدم التزكية على يعلمهم الكتاب والحكمة، بينما في الآية (١٢٩) في سورة البقرة وعلى لسان إبراهيم قدم يعلمهم الكتاب والحكمة على يزكيهم (أي: أخر التزكية)؛ أرجع إلى أية البقرة للمقارنة ومزيد من البيان.