للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشعراء [٢٦: ٧٨]

{الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ}:

{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم يعود إلى الرب، ونلاحظ جاءت كلمة الرب في سياق الهداية؛ لأنه سبحانه هو الهادي والمربي والمرشد، وفي سياق العبادة نلاحظ مجيء اسم الله سبحانه بدلاً من الرب.

{خَلَقَنِى}: من نطفة، ثمّ من علقة، ثمّ من مضغة مخلَّقة وغير مخلَّقة، أو خلقني من طين، والخلق من العدم أو من شيء أو بعض الشّيء، والخلق يعني التّقدير.

{فَهُوَ}: الفاء للتوكيد، هو: يدل على الحصر والتّوكيد.

{يَهْدِينِ}: إلى الدّين أو كلّ ما يُصلح لي دنياي وآخرتي أو خير الدّنيا والآخرة وإلى النّجاة من النّار. والفوز بالجنة.

انتبه إلى قوله: الّذي خلقني: ولم يقل: الّذي هو خلقني؛ لأنّ عملية الخلق لا يشاركه فيها أحد الكلّ يعلم أنّ الخالق هو الله حتّى الكافر {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: ٨٧]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [لقمان: ٢٥]، فلا حاجة لاستعمال هو، أمّا في مسألة الهداية فقد يشارك فيها آخرون، ولكي يبيِّن أنّ الله وحده هو الهادي لا غيره استعمل هو.

كذلك استعمل هو في الآيتين (٧٩) و (٨٠) ولم يستعمل هو في الآية (٨١) وهي قوله تعالى: {وَالَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ}.

فقال إبراهيم: