{وَلَمَّا سُقِطَ}: لما: ظرفية زمانية؛ بمعنى: وحين بعد رجوع موسى إليهم.
{سُقِطَ فِى أَيْدِيهِمْ}: لها تفسيران: يقال للنادم: سقط في يده؛ أي: سقط الندم في يده؛ أي: في قلبه؛ فالسقوط هو الندم، والسقوط بمعنى الوقوع، والسقوط أعم من الوقوع؛ أي: وقعت بهم الشدائد والمصائب.
التفسير الأول: ولما سقط (الندم) في أيديهم؛ أيْ: في أنفسهم؛ أيْ: بعد أن تبيَّنوا جريمتهم؛ باتّخاذ العجل؛ ندموا ندماً شديداً على شركهم، وكان ذلك بعد رجوع موسى، والسقوط يدل على السرعة، وشعروا بالندم بسرعة على ما فعلته أيديهم، وقالوا:{لَئِنْ لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
التفسير الثاني: النادم أحياناً يعض على يده من شدة الندم، ويقال للرجل النادم على ما فرط: قد سُقط في يده؛ أيْ: في نفسه؛ لأن اليد كانت هي السبب في الفعل السيِّئ.
{لَئِنْ لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}: ارجع إلى الآية (٢٣) من سورة الأعراف؛ للبيان، ولمعرفة الفرق بين دعاء بني إسرائيل هذا ودعاء نوح وآدم، وقدَّموا الرحمة على المغفرة؛ لأن الرحمة أعم وأوسع من المغفرة، والمغفرة تأتي بعد الرحمة، فمن لا يرحمه ربه لا يغفر له، وأكَّدوا خسارتهم في الدنيا والآخرة باستعمال لام التوكيد في كلمة (لئن)، والنون في (نكوننَّ).