{اللَّهُ}: هو علم على الذات الواجب الوجود، الإله الحق لا إله إلا هو المستحق العبودية وحده، لا شريك له في الملك، والخلق، فهو مالك الملك وإليه يرجع الأمر كله في الأولى والآخرة، والله: الاسم الجامع لجميع صفات الكمال والجامع للأسماء الحسنى تفرَّد به سبحانه واختصه لنفسه، وقدَّمه على سائر الأسماء الحسنى، ليس كمثله شيء لا مثيل ولا نظير ولا صاحبة ولا ولد ولا شريك.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد الكمال والتّعظيم.
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}: لا إله: تفيد النّفي، إلا هو: تفيد الإثبات أو توكيد النّفي.
ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٥٥) لمزيد من البيان.
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}: عالم الغيب: أيْ: عالم ما غاب عن المدركات والحواس واستتر, عنده علم السّاعة ويعلم ما في السموات والأرض والبر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا يعلمها، وما يعزب عنه من مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، يعلم ما في الأرحام وما تخفي الصّدور ويعلم ما تكسب كل نفس وبأي أرض تموت والسّر والنّجوى.
{وَالشَّهَادَةِ}: عالم ما يشاهد بالمدركات والحواس، وما يجري في كونه وما يعلمه خلقه وهو اللطيف الخبير.
{هُوَ}: تكرار هو للتوكيد والحصر.
{الرَّحْمَنُ}: هو من شملت رحمته جميع الكائنات في الدّنيا بما في ذلك المؤمن والكافر والمطيع والعاصي والحيوان والنّبات، صيغة مبالغة من الرّحمة على وزن فعلان تفيد التّجدُّد والتّكرار.
{الرَّحِيمُ}: رحيم بعباده المؤمنين في الدّنيا والآخرة، على وزن فعيل تفيد الثّبوت، فالله سبحانه جمع بين الصّفتين حتى يظن أحد أنّ رحمته قد تزول أو تنقطع، فهي رحمة ثابتة ومتجدِّدة ومتكرِّرة في الدّنيا.