سورة النحل [١٦: ١١]
{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}:
{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ}: بالماء، ينبت: فعل مضارع؛ يدل على التّجدُّد، والتّكرار.
{لَكُمْ}: خاصة، اللام: لام الاختصاص.
{الزَّرْعَ}: يشمل الحب؛ مثل: القمح، والرّز، والشّعير، والذّرة.
{وَالزَّيْتُونَ}: ثمر الزّيتون بأنواعه، وألوانه المختلفة.
{وَالنَّخِيلَ}: النّخل: اسم جنس؛ يضم النّخيل؛ فالنّخيل: جزء من النّخل، أو قسم من النّخل، ومنه المثمر، وغير المثمر.
{وَالْأَعْنَابَ}: بأنواعه، وأشكاله المختلفة.
وذكر هذه الأنواع الأربعة الزّرع، والزّيتون، والنّخيل، والأعناب؛ لأنّها من أهم ما يحتاجه الإنسان في غذائه.
{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}: ومن: هنا استغراقية.
{كُلِّ الثَّمَرَاتِ}: أيْ: ثمرات الأرض على اختلاف أصنافها، وأنواعها؛ مثل: الرمان، والتين، والتفاح، والبرتقال… وغيرها، وقد أحصى العلماء أكثر من ألفين نوع.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ}: إنّ: للتوكيد.
{فِى}: ظرفية.
{ذَلِكَ}: ذا: اسم إشارة للبعد؛ يشير إلى إنزال الماء، وإخراج الشّجر، وإنبات الزّرع، والزّيتون، والثّمرات، والنّخيل، والأعناب.
{لَآيَةً}: اللام: للتوكيد؛ آية: دلالة قاطعة، وبيِّنة، أو علامة ظاهرة.
{لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}: اللام: لام الاختصاص؛ لكي ينظروا إليها، ويدرسوها، ويصلوا إلى النّتيجة.
{يَتَفَكَّرُونَ}: التّفكر: هو إعمال العقل في الأخذ بكلّ الدّلائل، والبدائل، وبما أن الثمرات التي تزيد عن (٢٠٠٠) نوع، وكثير منها غير معروفة أو يعلمها الناس فقد أوصى بالتفكير فقال تعالى لقوم يتفكرون للوصول إلى معرفة عظمة وقدرة الخالق ووحدانيَّته، وأنّه هو الخالق، البارئ، المصور، لا إله إلا هو، واجب الوجود؛ الّذي يستحق العبادة، والشّكر على نعمه الّتي لا تعد، ولا تحصى.