للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الجن [٧٢: ١٨]

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}:

{وَأَنَّ}: الواو عاطفة أن للتوكيد.

{الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}: اللام لام الاختصاص والملكية؛ المساجِد: بكسر الجيم؛ أي: المساجد بيوت الله التي نصلي فيها والمساجد: قد تعني البقاع كلها، كما روى البخاري ومسلم عن جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».

والمساجَد: بفتح الجيم تعني: الأعضاء السبعة التي نسجد عليها: الجبهة والأنف واليدان والركبتان وأصابع القدمين.

{فَلَا}: الفاء رابطة لجواب شرط مقدر، لا النّاهية.

فإذا دخلتم بيوت الله {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}: أيْ: فلا تشركوا به شيئاً ولا تعبدوا إلا إياه فيها فلا تذهبوا إلى قبور الأولياء أو غيرها وتتقربوا إليهم، وإذا كان المعنى الأعضاء التي نسجد عليها، فذلك يعني: لا تسجدوا بهذه الأعضاء السبعة إلا الله وحده، وإذا كان المعنى: الأرض مسجداً أيْ: لا تسجدوا عليها إلا لخالقها: ولم يقل: فلا تدعوا فيها لو قال ذلك، لكان يعني لا تدعوا فيها إلا الله، وفي غيرها يمكن لكم أن تدعوا معه، وهذا لا يصح؛ لأن عدم الشّرك به والإخلاص له يكون في المساجد، وفي غيرها من الأماكن.