{وَيَوْمَ يَقُولُ}: يوم: نكرة للتهويل والتعظيم القيامة يقول الله سبحانه للكفار والمشركين:
{نَادُوا شُرَكَاءِىَ}: أي: ادعوا شركائي الّذين زعمتم؛ ادعيتم باطلاً في الدّنيا؛ أنّهم شركائي فأطعتموهم، وعبدتموهم، نادوهم لعونكم ومساعدتكم، وإنقاذكم، أو تخفيف العذاب عنكم، أو نادوهم ليشفعوا لكم؛ مثل عيسى، أو عزير، أو الملائكة، أو الأولياء، أو الأصنام، والآلهة.
{فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}: الفاء: تدل على المباشرة؛ أي: دعوهم مباشرة ولم ينتظروا؛ أي: نادوا يا عيسى، يا عزير، يا ملائكة، يا فلان، يا اللات، يا عزى، دَعوهم ولم يخافوا، أو يخجلوا من الله؛ لأنهم كانوا موقنين بشركهم.
{فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}: الفاء: للمباشرة، والتّوكيد؛ لم: للنفي، لم يستجيبوا لهم بأي كلمة يسمعوهم.
{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا}: مصدر من وبق بمعنى هلك، أو حاجزاً بين الدّاعين، والشركاء.
وكلّ حاجز بين شيئين يسمى: موبقاً. وقيل: موبقاً: اسم مكان؛ أي: مَهْلِكاً؛ أي: كلّ من حاول أن يتعداه هلك؛ من وبق: أي: هلك، وقيل: موبقاً: وادٍ في جهنم، وقيل: الموبق أمداً بعيداً، أو برزخاً بعيداً.