للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة غافر [٤٠: ٨٢]

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِى الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}:

{أَفَلَمْ}: الهمزة للاستفهام والحث والإنكار على هؤلاء المجادلين في آيات الله والكافرين، والذين يكذبون بالكتاب وبما جاء به الرّسل، لمَ لا يسيرون في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة ومصير الأمم السّابقة الّتي كذبت وعصت رسلها أمثال قوم عاد وصالح ولوط وفرعون. ارجع إلى الآية (٢١) من السّورة نفسها للبيان.

{يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ}: عدداً؛ أي: كانوا أكثر عدداً من مشركي قريش وأشد قوة: قوة الأجسام وقوة العدة والعتاد، وآثاراً في الأرض؛ أي: عمروا الأرض أكثر مما عمرها مشركو قريش؛ أي: بإقامة الحصون والقصور والمصانع والمدن والحضارات والسّدود ومظاهر العمران والحضارة والغنى.

{فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}: فما: الفاء للتوكيد، ما: النّافية أو قد تكون استئنافية.

أغنى عنهم: أي لم ينفعهم أو يفدهم ما كانوا يكسبون حين حل بهم العذاب في الدّنيا من مال وحضارة وحصون وقوة وجاه، ومُلك وجنات وزروع ومقام كريم.

ما كانوا: ما هذه مصدرية، أو بمعنى الّذي اسم موصول؛ أي: ما نفعهم كسبهم أو نفعهم الّذي كسبوه.