للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحجر [١٥: ٦٠]

{إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}:

{إِلَّا امْرَأَتَهُ}: أداة استثناء، وهذه ثاني أداة استثناء؛ الأول: آل لوط، آل لوط؛ تعني: ذريته، وامرأته، والقاعدة: أنّها إذا توالت الاستثناءات نأخذ المستثنى الأول من المستثنى منه، ثمّ نأخذ المستثنى الثّاني من المستثنى الأول… وهكذا.

{امْرَأَتَهُ}: امرأة لوط، ولم يقل زوجته؛ لأنّها تخالف زوجها في الإيمان؛ فإذا كان هناك اختلاف بين الزّوج، والزّوجة يقال للزوجة امرأة بدلاً من زوجة؛ لأنّ الزّوج يعني أن يشبه كل منهما الآخر.

{قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}: من التّقدير: وهو الحكم. وجاء التقدير بأنها لمن الغابرين بما اختارته بعملها أن لا تستجيب لدعوة زوجها لوط -عليه السلام- ، ولا تتوقف عن فعل المنكر، وما نهى الله تعالى عنه. ارجع إلى سورة النمل آية (٥٧) للمقارنة بين الآيات المتشابهة.

{لَمِنَ}: اللام: للتوكيد؛ من: ابتدائية بعضية.

{الْغَابِرِينَ}: جمع غابر، والغابر: الباقي في القرية للهلاك؛ أي: الباقين في العذاب، أو الغابرين الماضين (من الماضي)؛ أي: من الّذين انقرضوا، وماتوا، وما دامت لم تخرج من القرية، وبقيت؛ فهي من الهالكين.