{أَوَلَمْ} الهمزة همزة استفهام توبيخي، والواو تدل على شدة إنكار مشركي مكة أنّ القرآن منزل من عند الله عَزَّ وَجَلَّ.
{يَكُنْ لَّهُمْ آيَةً}: لهم: اللام لام الاختصاص، أي: لكفار مكة أو مشركيها أو غيرهم من المكذبين.
{أَنْ يَعْلَمَهُ}: أي: القرآن أو محمّد -صلى الله عليه وسلم-، والآية تحتمل المعنيين.
ألا تكفِي كفار مكة وغيرهم آية كون القرآن مذكوراً في الكتب السّماوية السّابقة مثل التّوراة والإنجيل، ويعلم علماء بني إسرائيل ذلك آية، أي: علامة أو دليلاً واضحاً على كونه حقاً، وأنه منزل من ربك وأن النّبي حقٌّ ونبوَّته حقٌّ، وأنه أيضاً مذكور في كتبهم.
{عُلَمَاؤُا بَنِى إِسْرَاءِيلَ}: أمثال عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة وابن يامين وغيرهم، كما ذكر السيوطي في الدر المنثور الجزء السادس. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٤٣) في سورة العنكبوت، وهي قوله تعالى:{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}: نجد أن علماء جمع تكسير، وعالمون جمع مذكر سالم؛ علماء: تشمل الكل كل العلماء، وطلاب العلم الذين يدرسون عدة علوم، والعالمون: الفئة الخاصة التي اختصت بعلم ما، أو تبحرت في علم من العلوم.