للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة سبأ [٣٤: ٤٠]

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}:

بعد أن ذكر أنّ الأموال والأولاد لا تقربهم إلى الله زلفى، يذكر في هذه الآية وكذلك الملائكة لا تقربهم عند الله زلفى ولا تشفع لهم، فقد كانوا يزعمون أنّ الملائكة بنات الله ويمكن أن يشفعوا لهم.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}: يحشر المشركين يوم الحشر يوم القيامة والحساب، ونكّر اليوم؛ للتهويل والتعظيم.

{جَمِيعًا}: الأتباع والمتبوعين الرّؤساء والقادة (الّذين استكبروا) والّذين استضعفوا، المعبود والعابد، والملائكة وعيسى وعزير والأولياء والأصنام والأوثان، ثمّ يقول للملائكة: أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون.

ثمّ: للترتيب الذكري (التسلسلي) وقد تعني الترتيب والتراخي في الزّمن.

ثم يسأل الله سبحانه الملائكة (ثمّ يقول للملائكة): أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون؟ (أي في الدّنيا).

{أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}: أهؤلاء استفهام تقرير وتوبيخ للعابدين، هؤلاء: الهاء للتنبيه، أولاء: اسم إشارة للقرب ويفيد الذّم والتّحقير، يسأل الملائكة بعد أن أنكر الّذين أشركوا أنّهم كانوا يعبدونهم؛ ليقيم عليهم الحجة وتشهد الملائكة عليهم أنّهم كانوا كاذبين، والله سبحانه يعلم منذ الأزل فيما إذا عبدوهم أم لا، والسّؤال ليس ليعلم الله سبحانه ذلك وإنما ليقيم عليهم الحجة والله سبحانه غني عن سؤالهم، وفي السّؤال تنزيه للملائكة من أن يسألوا أحداً أن يعبدهم.