للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشورى [٤٢: ٣٥]

{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ}:

{وَيَعْلَمَ}: الواو عاطفة، يعلم الّذين يجادلون في آياتنا: أي المكذّبون أو المنكرون الجاحدون بالله وآياته.

{يُجَادِلُونَ}: من الجدال وهو حوار بين طرفين أو أطراف لإثبات حق أو إظهار حجة، أو دفع شبهة، والجدال أشد من الحوار حدّةَ ومخاصمة.

{فِى آيَاتِنَا}: الكونية أو المعجزات أو الآيات القرآنية أو الدّلائل والبراهين على البعث والحساب والآخرة، وأنّ الله هو الإله الحق المستحق للعبادة، ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص: والسّؤال متى يحدث هذا العلم؟ قيل: هناك احتمالان: الأوّل: قبل موتهم وغرقهم، والثّاني: إذا عفى عنهم وبقوا أحياء يعلمون قدرة الله وعظمته فيكون هذا تحذيراً لهم وإيقاظاً لهم من سباتهم والتّوبة والرّجوع إلى الله، أو إذا استمروا على ما هم عليه من كفر وجحود يعلمون أن ليس لهم مهرب أو ملجأ إذا يشاء الله أن يهلكهم، سواء كانوا في البر أو البحر.

{مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ}: ما النّافية، لهم: اللام لام الاختصاص والاستحقاق، من: استغراقية، محيص: مهرب أو ملجأ أو منفذ فمشيئة الله تعالى نافذة لا محالة، وتكون بهلاك قوم ونجاة قوم وتحذير آخرين، أو هلاك الكلّ أو نجاة الكلّ حسب ما تقتضي الحكمة الإلهية.