للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ٨٣]

{فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}:

{فَسُبْحَانَ}: الفاء للتوكيد، سبحان: تنزيهاً له أن يشبهه أحدٌ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، تنزيهاً له عن الولد والشّريك والمثيل، تنزيهاً له من كلّ عيب ونقص، سبحانه لما أولاه من النّعم الّتي ذكرها. ارجع إلى سورة الحديد الآية (١) لمزيد من البيان، وسورة الإسراء آية (١)، وسورة النحل آية (٤).

{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.

{بِيَدِهِ}: حصراً؛ أي: المتصرف في ملكه كما يشاء.

{مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ}: ملكوت صيغة مبالغة في الملك مع العزة والعظمة والسّلطان؛ أي ملك كلّ شيء، وزيدت التّاء للمبالغة في كبر الملك وعظمته، وملكوت تشمل عالم الغيب؛ أي: كلّ ما لا يدرك أو غير ظاهر؛ أي: الملك المستور الغير مشاهد أو المرئي، والملكوت أعظم من الملك.

{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: يوم القيامة إليه حصراً فقط، ترجعون: أي ترجعون قسراً وكرهاً للحساب والجزاء؛ لأنكم لم تخلقوا عبثاً.

وإذا نظرنا إلى هذه الآية العظيمة نجدها جمعت التّوحيد والحشر والتّنزيه، (فسبحان) تعني التّنزيه، (بيده ملكوت كلّ شيء) تعني التّوحيد، (وإليه ترجعون) تعني الحشر والبعث والحساب.