للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الرعد [١٣: ٢٨]

{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}:

تقدير هذه الآية، وعلاقتها بالآية السّابقة؛ يهدي إليه من أناب (من: للمفرد المثنى، والجمع) من الّذين آمنوا.

{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ}: أي: من أناب، هو من الّذين آمنوا، أو يهدي إليه من أناب، ويهدي الّذين آمنوا؛ أي: صدقوا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر.

{وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ}: تطمئن: تسكن، وتهدأ، وتأنس، وتستقر قلوبهم.

{بِذِكْرِ اللَّهِ}: وهو القرآن الكريم، وذكر الله العادي، ويشمل التّحميد، والتّسبيح، والتّهليل، والتّكبير، ويشمل الصّلاة… وغيرها؛ أي: الذّكر المطلق، أو الذّكر الخاص.

{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}: ألا: أداة استفتاح، وتنبيه.

{بِذِكْرِ اللَّهِ}: تقديم الجار والمجرور؛ يفيد الحصر؛ أي: ذكر الله سبحانه: هو سبب، أو مصدر الاطمئنان، والسّكون للقلوب، وبغير ذكر الله لا تطمئن القلوب مهما كانت الأسباب.

{تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}: أي: تأنس وترتاح وتهيأ، والاطمئنان ينتهي أو يؤدي إلى السكينة والاطمئنان، والسكينة مصدرها الأمن، فالأمن يؤدي إلى الاطمئنان، والاطمئنان يؤدي إلى السكينة والراحة المتجددة المتكررة.

{تَطْمَئِنُّ}: فعل مضارع يفيد التّجدد، والاستمرار.

{الْقُلُوبُ}: قلوب المؤمنين، قلوب الذّاكرين والذاكرات.

وهذا يعد من الإعجاز التأثيري لسماع كتاب الله (القرآن الكريم) بفضل التّردد الصوتي للقرآن الكريم الّذي يؤثر في منطقة الشعور، وبالتّالي القلب.