{كُلَّمَا}: ظرف بمعنى حين، متضمنة معنى الشّرط، تفيد التّكرار، وأصلها (كلّ) ودخلت عليه (ما) الظرفية، وتفيد الزّمن.
{أَرَادُوا}: أي: الّذين كفروا.
{أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا}: أن: للتعليل والتّوكيد، يخرجوا منها؛ أي: يهبوا ليخرجوا منها من النّار من شدة التعذيب والضرب والحميم.
{مِنْ غَمٍّ}: من ابتدائية، غمّ: نكرة، أيّ غمٍّ مثل الألم الشّديد أو الحزن، أو العذاب أو ضيق النّفس أو العطش الشديد والجوع.
{أُعِيدُوا فِيهَا}: أي مُنعوا من الخروج، وإعادتهم في النّار مما يجعلهم يائسين من النّجاة، واليأس من أشد أنواع الغم والعذاب.
{أُعِيدُوا فِيهَا}: أعيدوا فيها بالمقامع الحديدية؛ أي: السّياط، وأعيدوا فيها: تدل على أنّهم لم يخرجوا خارجها أصلاً، ولم يقل أعيدوا إليها؛ أي: يضربون بالمقامع وهم في داخل النّار.
{وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}: يقال لهم: ذوقوا عذاب الحريق: النّار المحرقة، وكلمة ذوقوا: تدل أنّ العذاب شامل كلّ الجسم. وفي الآية (٢٠) من سورة السّجدة يقول تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}، وإذا قارنّا آية الحج مع آية السّجدة: نجد أنّ تفاصيل العذاب في سورة الحج أعظم وأشد من تفاصيل العذاب في سورة السّجدة لأنّ سورة السّجدة تتحدث عن الّذين فسقوا؛ أي: خرجوا عن طاعة الله أو دين الله تعالى، وأمّا آية الحج تتحدث عن الّذين كفروا، والكافر أشد من الفاسق، ولذلك اختلفت درجة العذاب فهؤلاء قطّعت لهم ثياب من نار يُصبّ من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد، وأمّا الّذين فسقوا: لا يصبّ من فوق رؤوسهم الحميم ولا يصهر ما في بطونهم والجلود، ولم يذكر لهم مقامع من حديد.