للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ٥٧]

{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِى لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}:

{أَوْ}: ليست للتخيير في هذه الآية، وإنما تقول أيضاً: يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله، وتقول: لو أن الله هداني وتقول: لو أن لي كرة أخرى فهي نفسها تقول كلّ هذه الأقوال تتمنى ثلاث أماني.

{لَوْ}: للتمني وليست شرطية، فلو كانت شرطية لكان يعني أنّ قضاء الله سبحانه هو سبب ضلالتهم، وهذا ليس صحيحاً.

{أَنَّ}: مصدرية تفيد التّعليل والتّوكيد.

{اللَّهَ هَدَانِى}: إلى الإسلام أو إلى دينه وطاعته.

{لَكُنْتُ}: اللام لام التّوكيد أو التّعليل.

{مِنَ}: ابتدائية بعضية.

{الْمُتَّقِينَ}: جمع متقٍّ، التّقوى: هي طاعة وامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، لكنت من المتقين فأنجو من العذاب ومن سخط الله، أيْ: ما هداني الله وما كنت من المتقين؛ لأنّ الله سبحانه لم يشأ، وهذا الادعاء هو كذب وافتراء، فالله سبحانه أرسل أفضل رسله وأحسن كتبه، وبيَّن له الحق من الباطل والحلال من الحرام، ولم يترك له حُجَّة يحتج بها، وانتبه إلى طمع النّفس والارتقاء، فهي لم تكتف بالقول: لكنت من المؤمنين، بل من المتقين الّذين هم أعلى درجة من المؤمنين، وفي الآية التّالية: لكنت من المحسنين.

انتبه إلى التّدرج في الطّمع في دار الآخرة تدرجت من كونها من السّاخرين إلى المتقين إلى المحسنين، والسّؤال هنا: لِمَ لَمْ تفعل ذلك وهي في الدّنيا (دار التّكليف).