هذه هي العلة الثّانية لماذا لم ينسخ الله كلّ ما يلقيه الشّيطان؟ العلة الأولى: كانت لفتنة الّذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم، والعلة الثّانية: وليعلم الّذين أوتوا العلم أنّه الحق من ربك فيؤمنوا به
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}: اللام للتوكيد، الّذين أوتوا العلم: هم المؤمنون وهم أهل القرآن والتوحيد.
{أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}: لأنّه سبحانه نسخ كلّ ما ألقى الشّيطان ولم يسمح لأيِّ مخلوق أو كائن مهما كان أن يتدخل في كتابه العزيز، فلا يجدون فيه تحريفاً ولا زيغاً ولا تبديلاً، فيعلمون بذلك أنّه الحق من ربهم؛ أي القرآن والحق هو الأمر الثّابت الّذي لا يتغير ولا يتبدل أبداً منذ نُزّل على قلب رسوله محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}: الفاء للتوكيد، تخبت: تطمئن قلوبهم له أو تلين وتسكن وتخشع.
{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: إنّ للتوكيد، واللام في كلمة (لهاد) لزيادة التّوكيد، هاد الّذين آمنوا: دالٌّ ومعينٌ، إلى صراط مستقيم: هو الإسلام دين الله، كما قال تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمّد: ١٧].