{لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْـئًا}: لا: النّافية، لا تستطيع أيُّ نفس مهما كانت صالحة أو تقية أن تنفع أو تشفع أو تقدم فدية لنفس آثمة، أو تنصرها أو تدفع عنها العذاب {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[النجم: ٢٦]، {وَأَنْ لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم: ٣٩].
{وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}: فهو وحده الذي يأمر في ذلك اليوم أو لا يأمر فيه فهو الملك، ملك يوم الدين يحكم بين عباده {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[الرعد: ٤١].
والأمر قد يكون واحداً من الأوامر، أو واحداً من الأمور (الأحوال أو الشؤون)، أي لا يأمر فيه إلا الله، وله الشأن وحده في ذلك اليوم وفي غيره.
وانتبه إلى عدم تقديم الله: الجار والمجرور للحصر، ولم يقل ولله الأمر يومئذ، وإنما قال:(والأمر يومئذ لله)، ولو قال تعالى: ولله الأمر يومئذٍ لحصر الأمر في ذلك اليوم لله وحده، وفي غيره من الأيام ليس له الأمر، وهذا غير صحيح؛ لأن الأمر لله وحده في ذلك اليوم وفي غيره من الأيام.