{تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}: أيْ: لا تجعلوا لله شركاء، أو أنداداً، أو تشبهوه بخلقه. تضربوا: من الضّرب فيه معنى التّهييج، والتّأثير في نفس السّامع؛ لكي يصل ما يقوله ضارب المثل إلى أعماق نفس المستمع.
والضّرب يعني: صوغ المثل، ويعني: نشره على ألسنة النّاس.
{لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}: الأمثال: جمع مثل، والمثل: هو قول موجز، أو تشبيه حال بحال يراد به توضيح أمر غامض، أو المقارنة، والموازنة، أو المفاضلة بين أمرين، أو التّبين، أو التّمثيل، أو الوصف والصنع، والاتخاذ، والأمثال دائماً تكون من باب المبين (الواضح)؛ فلا تضربوا لله الأمثال؛ فالله سبحانه ينهى عباده أن يضربوا له الأمثال، إنما هو سبحانه الّذي يضرب الأمثال؛ أيْ: لا تشبهوا الله سبحانه بشيء آخر؛ لأنّه سبحانه ليس كمثله شيء في ذاته، وأفعاله، وصفاته، وأسمائه.
{إِنَّ اللَّهَ}: إن: حرف توكيد.
{يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}: هذه هي علَّة النّهي عن ضرب الأمثال لله من قبلكم؛ لأنّه سبحانه يعلم بواطن الأمور، وظواهرها، ولا تخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السّماء، ويعلم الغيب، وما تخفي الأنفس.
{وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}: جزاء أو عقاب تشبيه الله بالأصنام أو بخلقه أو لا تعلمون كيف تضربوا الأمثال.