تدل هذه الآية {وَلَا تَحْنَثْ}: على أنّ أيوب حلف يميناً على زوجته؛ لأنّها قد فعلت فعلاً وهو مريض أغضب أيوب فدلّه الله سبحانه في هذه الآية كيف يوفي بيمينه ولا يحنث، والحنث: هو الإثم والذّنب.
والحنث في اليمين إذا لم يوف بما حلف عليه يأثم ويذنب، ولذلك يجب الوفاء باليمين المؤكد أو المعقود.
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا}: الضّغث: جمعها: أضغاث، وتعني: التداخل وعدم الوضوح؛ أي: مختلطة؛ أي: حزمة من عيدان يابسة أو قضبان أو القش مختلطة ببعضها.
{فَاضْرِب بِهِ}: أي زوجتك، ولم يبين من يضرب به إكراماً لها؛ لأنّها كانت زوجة صابرة صالحة، فاضرب به ضربة واحدة وانتهى الأمر ويكون قد برَّ بيمينه وخرج من حنثه.
{وَلَا تَحْنَثْ}: في يمينك؛ أي لكي لا تأثم بعدم الوفاء بما حلفت به، ولتكون قدوة لمن غيرك في الوفاء والبر بالقسم.
{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا}: على البلاء.
{نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}: نِعم من أفعال المدح، العبد: أي أيوب، إنّه: للتوكيد، أوّاب: كثير وسريع الرّجوع إلى الله بالتّوبة والإنابة.