{وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}: أيْ: ولا تجعلوا.
{أَيْمَانَكُمْ}: الأيمان: جمع يمين: وهو القسم، أو الحلف الّذي نؤكد عليه؛ فنقول: والله، أو بالله. ارجع إلى الآية (٩١) من نفس السّورة؛ للبيان.
{دَخَلًا بَيْنَكُمْ}: الدّخل: هو إدخال شيء في شيء آخر أدنى منه في الجودة للغش، والخداع؛ أيْ: لا تجعلوا أيمانكم وسيلة للخداع، ونقض العهود طلباً للدنيا، ومتاعها، وسبباً لوقوعكم في الضّلال.
{قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا}: أيْ: لا تنقضوا أيمانكم بالمكر، والخديعة الأمر الّذي يؤدِّي بكم للوقوع في الضّلال بعد أن كنتم ثابتين على الاستقامة، والإيمان؛ لأنّكم إذا فعلتم ذلك، فلن يبقى هناك من يثق بكم، ويأمن جانبكم، وبذلك لا يدخلون في الإسلام، وتكونون أنتم السّبب؛ بسبب نقضكم العهد.
{وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أي: العذاب الشّديد في الدّنيا بالمهانة، والاحتقار من قبل النّاس، وبما قمتم به من صد النّاس عن سبيل الله؛ أيْ: دين الله بسبب صنعكم، وقد يؤدِّي الأمر إلى قتلكم، وأسركم، ولكم في الآخرة عذاب عظيم.