{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ}: الفاء للتعقيب والمباشرة، رددناه: أيْ: نحن للتعظيم، رددناه: ارجع الآية (٧) من نفس السّورة للبيان.
{كَىْ}: تستعمل للتعليل الحقيقي أو معرفة الغرض الأوّل الحقيقي للرد الّذي هو أن تقر عينها ولا تحزن، ولم يستعمل اللام كقوله لتقر عينها؛ لأن كي تستعمل لبيان الغرض الحقيقي، واللام تستعمل للتعليل وغير التعليل، فاللام أوسع شمولاً من كي.
{تَقَرَّ عَيْنُهَا}: تطمئن وتسكن وترتاح، وكذلك تسر. ارجع إلى الآية (٩) من نفس السّورة لبيان معنى تقر عينها.
{وَلَا تَحْزَنَ}: الحَزَن: الشّعور بالغم الثّقيل والألم الممتد لفترة طويلة على فراقه وغيابه عنها، إذن كي تقر عينها ولا تحزن هو الغرض الحقيقي الأوّل من ردِّه إليها، ولتعلم {أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} هو الغرض الثاني.
{وَلِتَعْلَمَ}: الواو للتوكيد، واللام للتوكيد.
{أَنَّ}: لزيادة التّوكيد.
{وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: الوعد: هو حين وعدها سبحانه بقوله: إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
{وَلَكِنَّ}: حرف استدراك.
{أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}: أنّ الله سبحانه لا يخلف وعده أو أنّ وعد الله حق ثابت لا يتغير ولا يتبدل، وهناك القليل من يعلمون ذلك.
ولو قال تعالى: كي تقر عينها ولا تحزن وكي تعلم أنّ وعد الله حق لكان ذلك يعني: أنّها تجهل أنّ وعد الله حق وهي لا تجهل ذلك، ولذلك حذف كي تعلم وأبدلها لتعلم: اللام للتوكيد. ليؤكد لها وعد الله تعالى.