{أُولَئِكَ}: اسم إشارة، واللام: للبعد، وتشير إلى سوء حالهم، ومنزلتهم.
{الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: الطّبع: أشد من الختم؛ فلا يدخل قلوبهم أيُّ إيمان، ولا يخرج منها أيُّ كفر، وقوله تعالى: طبع الله على قلوبهم، ولم يقل: وطُبع على قلوبهم بالبناء للمجهول؛ للدلالة على شدة الطبع والتحذير منه.
{وَسَمْعِهِمْ}: السّمع: وسيلة من وسائل الإدراك، والختم على سمعهم يعني: فلا يسمعوا الوحي، أو القرآن، ولا الموعظة، ولا البينات، وأفرد السّمع؛ لأنّ الكلام المسموع هو نفسه بالنّسبة لكلّ فرد، وقدَّم السّمع على الأبصار؛ لأنّ السّمع أهم من البصر، وخلق السّمع قبل البصر. ارجع إلى الآية (٧) من سورة البقرة، والآية (٢٣) من سورة الملك؛ لمزيد من البيان.
{وَأَبْصَارِهِمْ}: جمع الأبصار؛ لأنّ كلّ عين ترى أشياء مغايرة للآخر.
{وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}: أولئك: ارجع إلى أولئك في مطلع الآية نفسها.
{هُمُ الْغَافِلُونَ}: هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد؛ أيْ: إذا كان هناك غافلون فهم أغفلهم، ولا أحد أغفل منهم، أو الّذين غفلتهم تامة كاملة.
{الْغَافِلُونَ}: جمع غافل، وغافلون تفيد أنّ صفة الغفلة ثابتة، وملازمة لهم، ولن يَصحُوا منها، ويعودوا إلى رشدهم؛ الغافلون عن الآخرة، والبعث، والحساب، والغافلون عن عاقبة أمرهم، ومصيرهم، وما لهم في الآخرة، وما ينتظرهم. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٧٤)؛ لمزيد من البيان في معنى: غافلين.
والخلاصة: هؤلاء المرتدون الّذين كفروا بعد إيمانهم، وانشرحت صدورهم بالكفر عليهم غضب الله، ولهم عذاب عظيم، ولهم خمس صفات استحبوا الحياة الدّنيا على الآخرة، وحرموا من الهداية، وطبع الله على قلوبهم، وسمعهم، وأبصارهم، وهم من الغافلين والخاسرين.