{وَالَّذِى أَوْحَيْنَا}: من الوحي في اللغة الإعلام بالخفاء والإسرار (الكلّام الخفي).
والوحي شرعاً هو ما يُلقي الله تعالى إلى رسله وأنبيائه من آيات وتكاليف وتعاليم. ارجع إلى سورة النّساء آية (١٦٣) لمزيد من البيان في معنى الوحي.
{إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}: إليك تقديمها يفيد الحصر، من استغراقية، الكتاب: القرآن أو اللوح المحفوظ أو الآيات.
{هُوَ الْحَقُّ}: هو ضمير فصل يفيد التّوكيد، الحق: الأمر الثّابت الّذي لا يتغير ولا يتبدل وليس هناك غيره.
{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}: شاهداً بصحة التّوراة والإنجيل ومقراً لما فيها من التعاليم والتكاليف إذا لم يصبها تحريف أو تغيير.
{إِنَّ اللَّهَ}: للتوكيد.
{بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ}: الباء: للإلصاق والمصاحبة؛ لخبير: اللام: للتوكيد؛ خبير: عليم ببواطن الأمور، والأمور المتناهية في الصفر, وبصير عليم بالمشاهدات أو المبصرات؛ أيْ: بظواهر الأمور المبصرة أو الظاهرة؛ أيْ: أنّ الله محيط بأحوال عباده يعلم بواطن أمورهم وظواهرها، فيشرع لهم من الأحكام الّتي تناسب أحوالهم في كلّ زمان ومكان فينزل الوحي على رسله بما اقتضت حكمته, وتقديم الخبير على البصير؛ لأن الخبير أعم وأشمل؛ أي: الخبير هو أيضاً بصير, وإضافة اللام للخبير للإشارة إلى أهمية الأعمال الباطنة مقارنة بالأعمال الظاهرة, وفي سورة الشورى الآية (٢٧), وهي قوله تعالى:{إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} بدون اللام المؤكدة في خبير؛ لأن الآية في سياق الرزق فقط.