للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المعارج [٧٠: ١٩]

{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}:

{إِنَّ الْإِنسَانَ}: إنّ للتوكيد.

{خُلِقَ هَلُوعًا}: خُلِقَ لا يعني: أن الله خلقه هلوعاً؛ لأن الهلع يحدث بعد الخلق، وبعد أن يبلغ مرحلة البلوغ أو الشباب، فقد قال سبحانه: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـئًا} [النحل: ٧٨]؛ أي: الإنسان انتحل هذه الصّفة ومارسها فأصبحت صفة مكتسبة راسخة ملتصقة به كأنّها خُلقت معه، أو كأنّه مجبول عليها، كقوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: ١١] وهلوعاً: من الهلع، وهلوعاً: صفة مشبهة من الفعل؛ هلع: بمعنى شدة الجزع, وعدم الصبر على المصائب الذي فسرته الآيتان التّاليتان: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} وناقة هلواع: سريعة السّير.