{مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: قال تعالى في الآية السّابقة: فينسخ الله ما يلقي الشّيطان. والنّسخ هو: الإزالة، كما بينّا في الآية السّابقة.
وفي هذه الآية يقول:(ليجعل ما يُلقي الشّيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم)، فيكون المعنى: فينسخ الله ما يلقي الشّيطان؛ أي: من قلوب الّذين آمنوا؛ لأنّهم أصلاً لا يتبعون خطوات الشّيطان ولا وساوسه ولا إغواءه، فالله سبحانه يساعد هؤلاء على إلغاء كلّ ما يلقي الشّيطان في قلوبهم.
أمّا بالنّسبة للذين في قلوبهم مرض؛ أي: المنافقين والقاسية قلوبهم، فهؤلاء يجعل؛ أي: يترك الله سبحانه ما يلقي الشّيطان في قلوبهم فتنة لهم، وليكون عليهم حجة، وهذه الفتنة ليبين لهم المؤمن من المنافق والصّادق من الكاذب، فالفتنة قد تكون خيراً إذا فازوا بالاختبار وشراً لهم إذا استمروا في غيّهم وضلالهم، للذين في قلوبهم مرض: أي المنافقين، والقاسية قلوبهم: من الأعراب أو كفار اليهود والنّصارى وغيرهم من النّاس.
{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ}: إنّ للتوكيد، الظالمين: المشركين أو الكافرين، لفي: اللام تفيد التّوكيد أيضاً، شقاق بعيد: في عداوة وخلاف دائم وعناد وعصيان مستمر لله ورسوله، وبُعد عن الحق والصّواب، من الصّعب الرجوع عنه. ارجع إلى سورة البقرة آية (٣٥) لبيان معنى الظالمين.