{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: مقابل قوله: إن كنتن تردن الحياة الدّنيا وزينتها هذا يسمَّى في فنون جمال اللغة الطّباق، وإن كنتن: الواو عاطفة، إن شرطية تدل على الاحتمال والافتراض، تردن الله ورسوله؛ أي: رضا الله تعالى ورضا رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
{وَالدَّارَ الْآخِرَةَ}: الجنة، أو ثواب الآخرة.
{فَإِنَّ اللَّهَ}: الفاء رابطة لجواب الشّرط، إنّ: للتوكيد.
{أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق، المحسنات جمع محسنة، أعد: هيَّأ، وأعد: أعم من اعتد، وتشمل أمور عديدة منها: الأجر العظيم… وغيره مثل: المتكأ والرزق؛ المحسنة: الزّوجة الصّالحة الّتي تجاوزت درجة التّقوى في إيمانها وطاعتها ولم يعد إحسانها مقصوراً على نفسها وإنما تجاوز إلى الآخرين، أي: الإحسان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العشرة.
{مِنْكُنَّ}: من لبيان الجنس جنس المحسنات؛ لأنّ زوجات النّبي أمّهات المؤمنين، كنَّ كلّهن محسنات.
{أَجْرًا عَظِيمًا}: جنات الفردوس والخلود والنّعيم الدّائم، والأجر مقابل العمل، والأجر العظيم لا يفوقه أجر آخر.
والعبرة في هذه الآية بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب فالخطاب موجَّه أيضاً إلى نساء المؤمنين كافة؛ لأنّ نساء النّبي هنَّ قدوة لنساء العالمين.