للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ٢٥]

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}:

{وَمَا}: الواو استئنافية، ما النّافية.

{مِنْ قَبْلِكَ}: من استغراقية ظرفية زمانية، والخطاب موجَّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

{مِنْ رَسُولٍ}: من ابتدائية.

{إِلَّا نُوحِى إِلَيْهِ}: إلا: أداة حصر، نوحي إليه: بالإيحاء وهو الإعلام بالخفاء، أو إرسال رسول كجبريل (ع)، أو يكلِّمه الله من وراء حجاب.

ارجع إلى سورة النّساء آية (١٦٣): لمعرفة معنى الوحي.

{أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا}: أنّه: للتوكيد، لا: النّافية، إله: معبود، إلا: أداة حصر وقصر، أنا: لتدلّ على الوحدانية.

{فَاعْبُدُونِ}: الفاء رابطة للجواب والنّون للتوكيد، والعبادة تعني: طاعة الله والتذلل له وامتثال أمره واجتناب نهيه. ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣) لمزيد من معنى العبادة. حذف الياء في اعبدون قد يكون للإيجاز، والمقام ليس كما هو الحال في آية يس حين قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِى آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِى هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} حيث جاءت في سياق النّهي عن عبادة الشّيطان؛ لأنّ عبادة الشّيطان تفسد عبادة الله، ولذلك نهى عن عبادة الشّيطان وأكّد عليها أكثر من عبادة الآلهة: الأصنام والأوثان التي لا تفيد ولا تضر, واعبدوني فيها معنى التوحيد أن نعبد الله وحده بإخلاص ولا نشرك به شيئاً.