للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ٦٥]

{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِى دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}:

{فَعَقَرُوهَا}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب؛ عقروها: من العقر، والعقر: هو القطع، ويأتي بمعنى الذّبح، ولو قطعَ أيِّ عضو من أعضاء النّاقة يسمى عقراً؛ فهم لم يكتفوا بقطع، أو بتر عضو، بل ذبحوا النّاقة.

{فَعَقَرُوهَا}: تدل على الجمع قال: عقروها؛ لأنّهم اشتركوا في المؤامرة على عقرها (تسعة رهط)، كما ورد في سورة النمل، الآية (٤٨)؛ أمّا في سورة القمر، آية (٢٩)؛ فتعاطى (أيْ: سيفه)؛ فعقر تدل على الّذي قتل النّاقة هو كما قيل قدار بن سالف.

{تَمَتَّعُوا فِى دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}: أيْ: عيشوا فيها ثلاثة أيّام، وكلوا واشربوا.

{فِى دَارِكُمْ}: الدّار تعني: البلدة، أو القرية، أما دياركم تعني: المنازل، أو المساكن.

{ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}: مكذوب: صيغة مبالغة من كذب؛ أيْ: وعد صادق لا ريب فيه. والوعد عادة يأتي في الخير، واستعماله هنا للتهكم، وهو من قبيل تأكيد الشيء بنفي نقيضه.