{وَهَذَا}: الواو: استئنافية، هذا: الهاء: للتنبيه، ذا: اسم إشارة؛ للقريب.
{كِتَابٌ}: أي: القرآن.
{أَنزَلْنَاهُ}: أي: جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
{مُبَارَكٌ}: كثير الخير، والبركة، والنفع الدنيوي، والأخروي.
{فَاتَّبِعُوهُ}: الفاء: للتأكيد، اتبعوه؛ أي: العمل بما فيه، والأخذ بما جاء به؛ من الشرائع، والأحكام، والعبادات، والعقائد، والإيمان به كاملاً، وعدم الأخذ ببعضه، والكفر ببعضه.
{وَاتَّقُوا}: امتثلوا لأوامره، وتجنبوا نواهيه، واتقوا مخالفة ما جاء به، واتقوا تحريفه، أو تبديله، كما فعل الآخرون بالتوراة والإنجيل.
{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: لعلَّ؛ للتعليل، ترحمون باتباع هذا القرآن، والأخذ بالأسباب الأخرى المطلوبة لنيل الرحمة، كالجنة، ورضوان الله -سبحانه وتعالى- ، مثل: الدعاء، والتضرع، {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: في الدنيا والآخرة. ارجع إلى سورة الإسراء، آية (٨)؛ لمزيد من البيان, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٥٠) في سورة الأنبياء وهي قوله تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}: نجد أن آية الأنبياء جاءت على الأصل تقديم الصفة مبارك على أنزلناه، أما في آية الأنعام قدمت أنزلناه أولاً؛ لأن الآية جاءت رداً على زعم اليهود أن الله ما أنزل على البشر من شيء فقدم الإنزال للاهتمام والرد عليهم مباشر.